طاغور … شاعر وأديب هندي كبير
عاش في أوائل القرن الماضي وبالرغم من الأحداث البائسه التي مرت به في حياته إلا
أنه كان له ميزة حب الإنسانيه يقول في ذكرياتـه:
كانت الشمس تشرق بتؤدة فوق أوراق الأشجار …وفجأة، بدا وكأن نقاباً انزاح من
أمام ناظري. لقد أبصرت العالم كله مغموراً بمجد يفوق الوصف؛ أمواج من الفرح والجمال تومض وتتصادم من كل صوب … لم يكن ثمة شيء أو أحد لم أكن أحبه في تلك اللحظة
… وفي كلية رؤياي لاح لي أنني كنت شاهداً على حركات جسم الإنسانية بأسرها، شاعراً بموسيقى وبإيقاع رقصة
سرية
بين عامي 1902 و 1918، انتزع منه الموت زوجه وثلاثة
من أطفاله ووالده. لقد أحس أنه مثل زهرة انتـُُزِعت بتلاتها واحدة تلو الأخرى،
وأصبحت كالثمرة التي سيأتي الموت ليقطفها في كمال نضجها كتقدمة لرب الحياة. ومع ذلك،
فقد جعل منه صفاؤه الواسع وضبطه لنفسه وخضوعه أمام الله الذي ورثه من والده،
إنساناً نادر العظمة. لم يكن الموت سراً بالنسبة له، ولم يكن ليستدعي الألم. وهكذا،
كانت إحدى أغنياته التي استلهمها غاندي منه تقول:
أنا هذا البخور الذي لا
يضوع عطره ما لم يُحرق،
أنا هذا القنديل الذي لا
يشع ضوؤه ما لم يُشعَل
وعندما لم يبقى عند طاغور ما يقدمه بعد أن أنهكته الحياة وأصابه المرض أيقن أنه قد اقترب موعد الرحيل فوجه رسالته قبل الأخيره ليقول
للعالم عيشوا حياتكم بصفائها وجمالها
واملؤها بالسعاده والهناء فعما قريب سأرحل عنكم سأرحل
فقد أزفت ساعة الرحيل وكتب هذه القصيده قبل رحيله بفتره قصيره والتي قال فيها :
ها قد أزفت
ساعة الرحيل
إني أمضى صفر
اليدين
لكنما الأمل يغمر قلبي
إن الطير في
فضائه يحلق
لا ليجوب
الفضاء
وإنما ليعود –
من حيث أتي – إلى
عالمه الأعظم
كنت أظن أن
رحلتي
قد أوشكت على الختام
وأن قواي قد
بلغت غاية الإنهاك
وأن الطريق
أمامي مسدودة
وأن زادي قد انتهى
وإنه ربما حانت
ساعة الانسحاب
إلى الصمت
والظلام
ولكنني اكتشفت أن إرادتك لا تعرف نهاية
لي
وعندما تموت
الكلمات القديمة
تتدفق أنغام
جديدة من القلب
وحين تضيع
الطرق القديمة
يبدو في الأفق
وطن رائع وحياة
جديده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق