الجمعة، 25 أكتوبر 2013

مكارم الأخلاق




الأخلاق مجموعة من المبادئ والقيم والقواعد العامة لتوجيه السلوك البشري داخل المجتمع نحو تحقيق ما يُعتقد أنه الخير و تَجَنُّب ما يُنظر إليه على أنه يُجَسِّد الشر

ويعتبر نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأكملهم خلقاً وأدباً ولقد جاءنا بدين كله أخلاق وفي ذلك يقول :   إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق
ولقد أتمها بالفعل وأسس للبشريه قواعد لو اتبعها الناس لصلح حالهم وطابت معيشتهم , وقال له رجل يوماً : أوصني . فقال له : إتق الله حيث كنت . قال : زدني . قال : أتبع السيئة الحسنه , قال : زدني . قال : خالط الناس بخلق حسن .

وعدد الإمام علي رضي الله عنه مكارم الأخلاق والصفات التي يستدل بها على أخلاق المرء بقوله :

إن المكارم أخلاق مطهرة  **  فالعقل أولها والدين ثانيها 
والعلم ثالثها والحلم رابعها   **  والصبر خامسها والصدق ساديها
والشكر سابعها والجود ثامنها  **  والرفق تاسعها واللين عاشيها
والنفس تعلم من عيني محدثها **إن كان من حزبها أو من أعاديها

وقال بعض الحكماء : 
ذللوا أخلاقكم للمحاسن وقودوها إلى المحامد وعلموها المكارم وعودوها الجميل واصبروا على الإيثار على أنفسكم وتكرموا بالغنى عن الإستقصاء وعظموا أقداركم بالتغافل عن دني الأمر وأمسكوا رمق الضعيف بالمعونه وصلوا من رغب إليكم بجاهكم إن لم يكن بمالكم ولا تقيموا على خلق تذمونه من غيركم وأصلحوا ما بدر منكم ولو بالتخلق إن لم تكن حشمه وإياكم والكبر فإنه رأس المقت وثوب البغضه عند الله والناس

وأوصت أعرابيه إبنها فقالت :
 يا بني عليك بحسن الخلق وجميل العشره ولطف الموافقه ولين الجانب والإحتمال للصاحب وكف الأذى والمقاسمه في العزاء فإنك تستميل القلوب وتنال كل مرغوب ويحفظك علام الغيوب .

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال : 
ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخره

وأما سيء الخلق فتحدث عنه أحد الصالحين فقال :
وأما السيئُ الخلق فأشقى الناس به نفسُهُ التي بين جنبيه، هي مِنه في بلاء، ثم زوجته، ثم ولده، حتى أنه ليدخل بيته، وإنهم لفي سرور، فيسمعون صوته، فينفرون منه فرَقًا منه، وحتى إن دابته تحيد مما يرميها بالحجارة، وإن كلبه ليراه فينزو على الجدار، حتى إن قِطَّهُ ليفر 

وقال بعض العلماء : 
لا أحد أجمع من السفيه للخلال المذمومه وأبعد منه من الخصال المحموده فإنه لا يستحي من المحال ولا يرى العار في حال فاحذره جهدك وباعده عمرك فإن اضطرك الدهر إلى الجمع به فأعد له حلماً تدفع به شره وصبراً تقمع به ضره ولا تبتئس بما أعلق بك ولا تبال عما أصاب إليك وكن معه كمن مر بروضة شوك يسعى في تخليص جسده عنها ولم يسأل عما تعلق بثيابه منها .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق